لو راقبت النصائح التي يلقيها خبراء التغذية للوصول إلى النحافة ولو تمعنت في الأدوات الكثيرة التي ابتدعوها للحصول على الرشاقة لوجدتها كلها تصب في منحى واحد هو: “مساعدة المرء على الحد من تناول الطعام”. فالريجيمات تقلل الكمية وتمنع الأصناف المسمنة. والأدوات كذلك؛ فالحلقة التي توضع في الأذن والإبر الصينية هدفها تقليل الشهية، والحزام وتدبيس المعدة يحددان الكمية، واسئصال الأمعاء يمنع الامتصاص… فَلِمَ لا نراقب غذاءنا ونرتاح من الأوجاع والتكاليف؟!
وللمساعدة سأذكرك بأهم النصائح وأكثرها واقعية وقدرة على التطبيق في عالم صار الأكل فيه متعة وتسلية والشهوات هي المسيطرة:
كلي ماشئت ومن كل الأصناف ولكن باعتدال وإياك والتخمة، وطيبي الطعام بالبهارات والبقدونس وأشباهها بدل الدهون ثم اشويه في الفرن فيصبح لذيذاً بحريرات قليلة، وأكثري من وجبات الخضار فلا يتبقى إلا مكان صغير للحلوى، وعودي نفسك على الاكتفاء بقطعة واحدة من الأشياء المسمنة والمقليات وكليها ببطء واستمتعي بها فتغنيك عن غيرها. وإذا شعرت بالجوع بين الوجبات أسرعي واشربي كوباً من اللبن أو خذي قطعة من الفاكهة التي تحبينها، ثم اشغلي نفسك بأي عمل، وإن لم تفعلي بدأ عقلك بتزيين أطايب الطعام لك فتأكلين وتأكلين ولا تشعرين فتسمنين. وإذا كنت في وليمة وأمامك المشهيات ولم تستطيعي منع نفسك عنها، فيمكنك تدارك ذلك لاحقاً، اجعلي طعامك في اليوم التالي من الخضار والرز المسلوق فقط، واعملي رياضة أو امشي مدة لا تقل عن ساعة، وهذه الحمية البسيطة ليوم واحد كفيلة بأن تعيد إليك توازنك ولا تسمنين. وإذا كنت من محبي الأكل أمام الرائي فاشغلي نفسك بأكل بزر اليقطين أو دوار الشمس، لأنه مفيد ومغذ وفصل القشر عن اللب يأخذ وقتاً فلا تأكلين كمية كبيرة.
ومما يساعدك على اكتساب الرشاقة “الحركة”، و”الحركة بركة” كما جاء في المثل، فإذا لم تستطيعي لجم نفسك عن الأكل تحركي؛ فامشي نصف ساعة أو مارسي الرياضة أو اشتغلي بالأعمال المنزلية، وما أجمل الفتاة النشيطة التي تتحرك بحيوية والتي تخدم نفسها بنفسها فلا تعتمد على أمها ولا على الخادمة، وإنما تقضي حاجاتها بيديها. وحتى تكسبي الفضل كله تحركي في خدمة أمك فاصنعي لها القهوة مثلاً، أو كوني معها في مهنتها، أو ساعديها في العناية بإخوتك، فإذا فعلت كسبت رضاها وتعلمت منها ما ينفعك وحافظت على رشاقتك.