لكل إنسان اهتمام بأحد العلوم؛ التاريخ أو الجغرافية أو الأحياء… ولكل فرد عناية بجانب ما؛ السيارات أو الأزياء… ولكل شخص هواية يمارسها؛ جمع طوابع، أو أشغال يدوية… وأكثر الفتيات -في زماننا- صرن يتقن إلى العمل والتكسب وإفادة الآخرين. وأنت -ولا بد- لك أيضاً اهتمام بشيء ما، ولك طموح كبير في هذه الحياة، وهذه الاهتمامات لا تكتمل إلا بالمتابعة والاطلاع، والمتابعة قد تتحقق عن طريق الخبرة أو مشاهدة البرامج التلفزيونية، لكنها لا تتحقق بشكل كامل إلا عن طريق القراءة، سواء أكانت القراءة في الكتب أو المجلات المتخصصة أو عن طريق الانترنت، فالقراءة -إذن- تحاصرنا من كل مكان، ولا مهرب منها! وإذا كنت من محبي القراءة فأنت في أمان والمجالات مفتوحة أمامك للتقدم والنجاح، وأما إن كنت لا تحبينها فأنت في مأزق! وقد يقلل ذلك من كفاءتك ويعوق مشاريعك، ولا مناص من القراءة ليتحسن وضعك!
فكيف تحبين القراءة؟
أنصحك أولاً بقراءة المجلات الخفيفة، والكتيبات الصغيرة قليلة عدد الصفحات، اختاري منها الموضوعات التي تهمك معرفتها، والموضوعات الجذابة التي يفيدك العلم عنها، وكذلك اهتمي بما تتحدث عنه صديقاتك، وما يشغل أقرانك من قضايا ومشكلات.
ابدئي القراءة، فإن استثقلت أسلوب الكتاب، أو أصابك الملل، أو عسر عليك الفهم، اتركي الكتاب جانباً، وانتظري يوماً ثم ابدئي بقراءة كتاب آخر.
ولا تثقلي على نفسك، ولا تقرئي أكثر من صفحة أو صفحتين في اليوم، على أن تجعلي القراءة مهمة يومية إجبارية كالطعام والشراب.
وبعد مدة قريبة ومع استمرارك على هذه الطريقة ستشعرين بأن الأمر هان وبدأ يصبح مسلياً وطريفاً، وستزداد حلاوته حين تجتمعين بالناس وتفيديهن بما تقرئين، وعندما تتسع معلوماتك وتصبحين ملمة بكل أمر (فلا يتحدثن في موضوع وإلا لديك علم عنه) سيزداد إقبالك على القراءة واحترامك لها. وإذا وثقت بك صديقاتك وجعلنك مرجعاً زاد نهمك للقراءة وحبك لها، ووقعت على كنز ثمين يورثك خيري الدنيا والآخرة.
إن القراءة باب عظيم للفائدة، ومن غير المعقول أن نذهب إلى المدارس ونتعلم القراءة ثم لا نقرأ إلا اللافتات والإعلانات في الشوارع! ولا نستفيد من القراءة في تنمية مهاراتنا وإعلاء مراتبنا ونحن في عصر العلم والعمل؛ فالمعلومات التي نتعلمها في المدارس والجامعات قليلة ولا تفي بالحاجة، ولا تكفينا لنمضي في الحياة بنجاح، ومن رغبت في التميز لزمها أن تطور نفسها فتحضر الدورات أو تلتحق بالجامعات العليا… وكله لا يتم إلا بالقراءة، وكم سيكون شاقاً أن نمارس ما لا نحب! فأحبي القراءة يسهل عليك الوصول إلى المعالي وتتفوقي في كل مجال.