هل تقرئين باب “مشكلات الفتيات” في المجلات؟
أنا أقرؤه! فأتبين أن بعض الفتيات يعشن في جو مشحون بالمشكلات بين والديهما، فيشعرن بالتعاسة والتشوش. وأخريات أهلهن في شغل عنهن فلا يبالون بآمالهن وأحلامهن، ولا يمنحوهن الحب والعطف والاهتمام، ولا يساعدنهن على تجاوز مشكلاتهن، فيشعرن بالوحدة والغربة ويؤثر هذا على إنجازهن.
إن الشعور بالإهمال والحرمان العاطفي من أكبر المنغصات، والحب والحنان هما قوام العلاقات الأسرية الصحية، ولكن لو اقتربت هؤلاء الفتيات من أقرانهن لأبصرن الحقيقة؛ إذ لكل واحدة من الفتيات معاناة من نوع معين، مما ينغص حياتها ويكدر عيشها. ولو أحصينا لوجدنا في حياة كل فتاة مشكلة أو مشكلات، وكل واحدة فيهن تتوق إلى أمر ما، وتشعر بالحرمان من شيء ما، ولو انتظرت كل منهن حتى تنحل مشكلاتها، وتحقق رغباتها، ويعوض حرمانها، ولما وجدنا فتاة قادرة على العطاء، ولامتلأ العالم بالمرضى النفسيين!
إن النشأة السوية المريحة غير متوفرة، وفي كل بيت نقص ما، سواء بالعواطف والحنان، أو في فهم الطفل ثم المراهق ثم الشاب، أو في الوقت المخصص لتوجيه الأولاد، أو في المال، وقد توجد تفرقة بين الأبناء.
وإن هذا النقص مؤلم ومحبط ويحد من العطاء ويمنع من تنمية الذات. وإذا كنت ممن وقعن فيه وأردت تجاوزه، فتجاهلي مشاعر الإحباط، وبادري إلى فعل الخيرات، واستعملي سياسة “الدفع بالتي هي أحسن” فتزول أحزانك ويعوضك الله خيراً: فإن كنت تشكين من قسوة أمك فكوني رحيمة بأخواتك فيرحمنك، وإذا كان يؤلمك انشغال والدك عنكم فامنحي والدتك قسماً من وقتك فتوليك هي الأخرى اهتمامها، وإذا عدمت الصديقة فاجعلي ولاءك لقريباتك وجاراتك فتستغني بهن، وإذا شعرت بالوحدة فألقي محبتك على الناس فيصلونك ويسألون عنك، وإن كنت تشعرين بالغربة فحاولي أنت الاقتراب وفهم من حولك (أو بعضهم) وبذلك يزول اللبس فتتواصلين معهم بشكل أفضل، وإذا آلمك إعراض الناس عنك أثناء محنتك فقفي أنت مع الآخرين في كربهم وساهمي في تفريجها، وسيفرج الله عنك بهذا كرب الدنيا والآخرة.