النحافة بلا تعب ولا حمية خدعة! فلا الكريمات المذيبة للشحوم أتت بنتيجة ولا الأشرطة الآلية التي تلف على الوسط والأرداف لتهزها وتزيل الدهون منها. وحتى عمليات ربط المعدة فيها معاناة -فوق ألمها وكلفتها ومشاقها- حيث يجبر المريض بعدها أياماً على تناول الحساء فقط! القضية كلها تكمن في تقليل كمية الطعام الداخلة إلى الجسم، بحيث لا يأكل المرء إلا بمقدار الحاجة فلا يسمن وينتهي الموضوع.
وهذا الحل “الأكل بمقدار الحاجة” أو “الحمية الدائمة” يحتاج إلى عزيمة، ولو حفزنا الإرادة لاستغنينا عن كل الطرق المطروحة للتنحيف، ولحظيت كل فتاة بجسد رشيق جميل، فحاولي تدريب نفسك على الصبر وقوي إرادتك.
وتحفز الإرادة عن طريق الفكر، وتبدأ بحشد الإيجابيات المتعلقة بالأمر، وتستمر مع استمرارها، وتكتمل حين يتمتع المرء بالنتائج الطيبة. ومن الأفكار التي تحفز الإرادة: “الطعام نأكله في دقائق ثم لا نشعر بطعمه، ولكن “التخمة” تزعجنا لساعات، وتبقى الدهون مترسبة في أجسامنا لسنوات! والبدانة تبرز عيوب الجسم وتمنع الفتاة من الاستمتاع باللباس وتقلل من أناقتها، وقد تؤدي للأمراض المزمنة والخطيرة.
أما الوجبات الخفيفة فإنها تورث النشاط وتشعر بالخفة والحيوية، والطعام القليل يعقبه الجوع السريع والجائع يتمتع أكثر بطعامه، وتعدد الوجبات وتكرار عملية الأكل يتيح للمرء تلذذاً أكبر بالطعام على مدار اليوم!”.
قوة الإرادة هي الطريق الوحيد إلى الرشاقة، وميزة هذه الطريقة أنها سرعان ما تصبح عادة ومنهجاً وتدوم مدى الحياة، ولا تحتاج لأدوات خارجية ولا تضطرنا للتردد على الأخصائيين. ومما يحفز الإرادة ويشجع على الحمية الدائمة أن الطعام الذي يؤدي إلى النحافة هو نفسه الطعام الصحي الذي ينصح به الأطباء وخبراء التغذية، وهو نفسه الذي يمنع الكوليسترول ويحمي من مرض السكر ويكسب الجسم الحيوية والنشاط، ويساعد على التركيز ويؤخر مظاهر الشيخوخة، وقد نوع الله سبحانه وتعالى في أشكال الخضار والفاكهة وفي ألوانها وطعومها لتناسب كل ذوق ولكيلا نملها، وجعل أكثرها جاهزاً للأكل نيئاً. ولكننا نأبى التيسير ذاك ونحرص على الابتكار في الطهي والتقديم، فنضيع أوقاتنا في الطبخ ونحفز شهيتنا ونفتقد التنوع، ونرمي بأيدينا إلى السمنة ونقص التغذية والعلل الجسمية!