عرف الناس جدي، علي الطنطاوي، من قديم. فكان -كما عرفوه- عالماً فقيهاً أديباً كاتباً خطيباً متحدثاً داعياً إلى الحق قوياً فيه جريئاً على مخالفيه. وكان -بذلك- علماً من أعلام الأمة في هذا العصر وواحداً من رجالاتها الكبار.
أما أنا فعرفته من أكثر من ثلاثين سنة لمّا وعيت وأدركت، فكان لي الجد العطوف والمربّي العاقل والموجّه المبدع. ورأيت كيف كان يتعامل مع بناته الكبار ومعنا -نحن أحفاده وحفيداته- الصغار، فوجدته متميزاً في توجيهه متفرّداً في أسلوب تربيته، ووجدت من الأثر الطيب لهذا التوجيه والنتائج العظيمة لهذه التربية ما زادني قناعة ويقيناً بأن هذه التجربة حريّة أن لا تبقى حبيسة معرفة بعض الناس بل أن تُنشَر فيطلع عليها سائر الناس؛ فتكون لهم عوناً في تنشئة أبنائهم وتلاميذهم، ويستفيدون منها منهجاً صالحاً في التربية هم أكثر ما يكونون له حاجة، ويدعون لجدي بالمثوبة والأجر في الآخرة، وهو أحوج ما يكون إلى هذا الدعاء.
من مقدمة كتابي عنه “هكذا ربانا جدي علي الطنطاوي”
الله يجزيك الخير وربنا يبارك فيك وفي كل اعمالك