قصص الحب من أكثر أنواع القصص انتشاراً بين الفتيات، وتعتمد أكثر المسرحيات والروايات والأفلام والأشعار على حكايات العشق والهيام لتروج ويقبل عليها الناس؛ فالقصص العاطفية محبوبة ومرغوبة ولها جمهور كبير من القراء في جميع أنحاء العالم.
وهذه القصص والأفلام أثرت في الفتيات وجعلتهن يحلمن بتحقيق قصص الحب تلك على أرض الواقع، وباتت كل واحدة منهن تنظر يمنة ويسرة تبحث عن ذلك الفارس، وتحلم كيف ستلتقيه ويحبها وتحبه حباً صادقاً عنيفاً عفيفاً، ثم يتزوجان زواجاً سعيداً ناجحاً وينجبان بنين وبنات.
والحقيقة أن هذه القصص لا تحدث بهذا الشكل الجذاب إلا في الأفلام والحكايات، أما في الواقع فالحال مختلف؛ وإليك ما يحدث إن تحققت هذه الأحلام الوردية الجميلة والتقيا وأحبته:
1- يعدها الشاب ويمنيها فتزداد تعلقاً به، وبعد مدة يملّ منها فيهجرها! وتتجرع الفتاة وحدها عذاب الفراق ولا تستطيع فعل شيء لاستعادة الحبيب، وتصاب بالصدمة والإحباط. ولو كان الشاب صادق النية لما وصلت العلاقة بينهما إلى الحب الجارف، وإنما تتوقف عند الإعجاب ثم يرسل أمه لتخطبها له، أما الشاب الذي يقيم علاقة حب بلا زواج لا يكون على خلق ودين ولا يؤمن غدره.
2- وإذا أحبها وصدق وتزوجها فلن يكون كفءاً وسيختصمان؛ فالحب يُبهر ويُذهل فينسى الطرفان اختلاف طباعهما وبيئاتهما، وبسبب الميل الفطري بين الجنسين تتعلق القلوب بسرعة شديدة وبأول وأقرب شخص! هكذا بلا تمحيص وقبل التعارف الجيد، ولأن الحب يخفي العيوب ويبرز المزايا ويضخمها يتوقع كل منهما أحلى الصفات في الآخر، وعندما يعيشان معاً تظهر العيوب الكبيرة فيذهب الحب ويتحول إلى نفور، وقد ينقلب الحب إلى بغض وينتهي بالطلاق!
أما إذا تخيرت الفتاة الخاطب الذي تُرتضى دينه وأمانته وخلقه، وتزوجته لإعجابها بصفاته القيمة تلك (لا لأنها أحبته)، فإن حياتها معه ستكون قائمة على أساس راسخ وقوي ومتين، ومع العشرة تتعرف على مزاياه الخفية الكثيرة فتتغاضى عن عيوبه ويتحول إعجابها به إلى حب حقيقي، ويكون حبها صادقاً وثابتاً لأنها عرفته حقاً فرضيته وأحبته كما هو، وسيبادلها هو المشاعر ذاتها.