نقاطع ولا يقاطعون!

احتاجت صديقتي السورية إلى صالة فاخرة تجمع ضيفاتها فيها لتحتفل بعرس ابنها، وجاءها عرض مغر جداً من أحد الفنادق الأمريكية الفاخرة: تخفيض كبير على صالة الأفراح، وعلى أسعار الطعام والشراب، وتخفيض على الجناح الذي سيقدم لمدة ثلاثة أيام للعروسين. لكن صديقتي رفضت هذا العرض الرائع فقط لأن الفندق أمريكي، وتحملت مصاريف أكبر حين استأجرت صالة أغلى، ودفعت مبلغاً أعلى ثمناً …

أكمل القراءة »

هذر فكري

ونحن صغار كلمونا كثيراً عن عام ألفين كيف سيكون رائعاً ومختلفاً، وكم سيحمل إلينا من المفاجآت السارة السعيدة، فقد قدموه لنا بأنه عام فيه يغاث الناس وفيه ينعمون؛ فبه سيعم السلام فلا حروب، وستنتشر الطمأنية فلا أوبئة ولا أمراض، وستسود التكنولوجيا فلا نصب ولا تعب، وسيسيطر عليه النظام فلا فوضى ولا اضطراب. وستكون الحياة بعد ذلك وحتى نهاية العالم على …

أكمل القراءة »

اغتنمي الفرصة

تتضجر أغلب الأمهات -إن لم يكن كلهن- من أولادهن الصغار، ويرون فيهم مصدراً للإزعاج والصخب. وتعتبر الأمهات الطموحات (إلى الشهادات العالية وإلى العمل) أن أولادهن هم السبب في تأخر الإنجاز بل هم العقبة الأساسية أمام أحلامهن. وقد يكون هذا صحيحاً فالأولاد يحتاجون كل العناية والرعاية ويستهلكون الوقت كله، ويستنفذون الجهد، ويخرجون الحليم -أحياناً- عن طوره… ولكن للصغار -أيضاً- بهجة لا …

أكمل القراءة »

هل نعرف حقاً الحكمة من إباحة التعدد؟!

– يقولون أن الله أباح التعدد لأن الزوجة قد تكون عقيماً، وبإباحة التعدد يتزوج الرجل وينجب وتبقى هي في عصمته تنعم برابط الزوجية وتحظى بالنفقة. هذا ما يقولونه، فماذا لو كان الرجل هو العقيم؟ ماذا تفعل المرأة وماهو الحل؟ فالعقم كما نقرأ ازداد وانتشر، ونسبته بين الذكور أكبر منها بين الإناث، وأنا شخصياً أعرف عدداً من النساء اللاتي وقعن تحت …

أكمل القراءة »

المراقبة والمتابعة

            تابعوا أولادكم أولاً بأول، وراقبوا سلوكهم خفية عنهم، فإن في ذلك عوناً كبيراً لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيهم بطريقة  صحيحة. كانت دار جدي القديمة في دمشق داراً فسيحة مريحة ذات حديقة كبيرة جميلة تزينها بعض الأشجار المثمرة وتتوسطها بركة صغيرة تلطف حر الصيف وتزيد من جمال وفتنة المكان. تلك الحديقة كانت مركز اجتماعنا -نحن الأحفاد- …

أكمل القراءة »

هيبة المربي

     القوة لا تعني القسوة، ولو كانت كذلك لكان النبي صلى الله عليه وسلم أضعف الناس. ليكن اعتمادكم في تربية أبنائكم على المحبة والمودة والرحمة، وتذكروا أنكم تكبرون فتضعفون ويكبرون فيقوون، فإن زرعتم فيهم المحبة صغاراً كنتم أول من يجني ثمارها الحلوة حين تكبرون ويكبرون. كثيرٌ من الآباء ينجح في أن يكون مهاباً، قاسياً، مسيطراً على أهل بيته، يسيرهم …

أكمل القراءة »

تقبل النقد

   التواضع وتقبل النقد لا يقلل من منزلة المربي -كما يظن البعض- بل يزيده في أعين الناس رفعة واحتراماً. فشجعوا أولادكم على مصارحتكم بما يظنونه بكم بدل أن يتهامسوا بعيوبكم في الخفاء. مرَّ جدي بظروف مختلفة: فقد حظي عند ولادته وفي نشأته  الأولى بعناية خاصة ورعاية كبيرة؛ لأنه بكر أبويه. فكان مدلّلاً مرفَّهاً، يُخدَم ولا يَخدم، ويُجاب إلى طلباته ورغباته، …

أكمل القراءة »

تجربة تربويّة فريدة

هذا حديث عن جدي -الشيخ علي الطنطاوي- الذي عرفه الناس قبل أن أعرفه، واستفادوا من علمه الواسع في محافل العلم ومواطن الخطابة وعبر الإذاعة والرائي قبل أن أوجد في هذه الدنيا، ونُشرت مقالاته وطُبعت كتبه قبل أن أتعلم القراءة والكتابة. ثم جاء يومٌ شعرت فيه بالحاجة إلى أن أحدّث عنه الناس، لا كما عرفوه هم، ولكن كما عرفته أنا: جداً …

أكمل القراءة »

ما الذي اختلف في هذا الجيل؟

 أسمع الناس تشكو من تبدل هذا الجيل عن الأجيال السابقة في تمرده وعصيانه وصعوبة قياده، وتعزو ذلك لذكائه الخارق ووعيه وتفوقه… هذا ما يقولونه وليس الوضع كما يصفون. راقبوا هذا الجيل ولاحظوا المظاهر الغالبة على أكثر أفراده: 1- القيم ملغية، الاحترام مفقود، الدين رقيق والتقوى قليلة، الحياء مات، الوقاحة ظاهرة عامة، وتفشت الأنانية وانتفى الاهتمام بالآخرين، وساد الاستهتار والتسيب واندثرت …

أكمل القراءة »

المشكلة الثالثة- أننا نحسن الظن بأنفسنا فلا نلومها ونبرر أفعالنا مهما كانت

يقول ديل كارنيجي: صرح لي رجل مال معروف مرة بقوله: “لقد علمتني تجارب ثلاثين عاماً أن من الحماقة أن تلوم أحداً؛ ومن ثم شغلت بإصلاح عيوب نفسي عن التحسر على أن الله سبحانه لم يشأ أن يوزع موهبة الذكاء بالعدل والقسطاس بين الناس!!” لقد تعلم هو هذا الدرس مبكراً، أما أنا فقضي علي أن أتخبط في هذه الدنيا مدى ثلث …

أكمل القراءة »

المشكلة الثانية- نعتقد أن عقلنا هو الأرجح مطلقاً وحكمنا هو الأصوب دائماً

نظرت إلى الناس فرأيتهم على أنواع بسبب النشأة الأولى، والتربية والتوجيه اللذين تلقاهما. ووجدت أن لكل فرد شخصيته المتميزة، ونظرته الخاصة إلى الحياة. ولكني رأيت الناس كلهم متفقين على أمر واحد، فكل شخص  في هذه الدنيا معجب برجاحة عقله، وأسلوبه الممتاز في مواجهة المشكلات. وكلهم يرى أن نظرته للحياة صحيحة منطقية، بل هي دقيقة كل الدقة، ومن ثم كل منا …

أكمل القراءة »

المشكلة الأولى- نظن أننا بلا عيوب ونستصغر أخطاءنا

  كم تحت السماء من إنسان يعتقد أنه خلق بلا عيوب، وأنه يعيش بلا سيئات، وأنه سيموت بلا خطيئة! قد أقنع نفسه بهذا وطفق يحصي سقطات الغير وزلاتهم، فلما رآها قليلة لا تزال، ضم إليها ما يسمعه من سواد الناس دون تثبت أو تأكد، ليستكثر وليرضي بها حساباته التي تبرؤه هو وتدين من حوله. وجعلت أسرح بخيالي بالإنسان، وأحلل نفسيته، …

أكمل القراءة »

العراقيل والمثبطات التي تُصعِّب “عملية التربية”

“عملية التربية” تكتنفها الصعوبات! وليست الصعوبة -كما يظن الناس- من العملية نفسها! وإن كنت لا أنكر أن التربية صعبة وأنها مسؤولية عظيمة ومهمة كبيرة، وإنما تأتي الصعوبة -أيضاً- من مصادر أخرى، ومن أسباب قد لا يحسب لها الناس حساباً ولا تذكرها كتب التربية، منها الداخلية ومنها الخارجية. وأكثرها “أسباب بعيدة” ولا علاقة مباشرة بينها وبين عملية التربية، ولكنها ترتبط ارتبطاً …

أكمل القراءة »

لا تصدقوا كل ما يدعونه!

والإسراف في الاستجابة للإعلانات أعرف رجلاً كلما سمع إعلاناً عن سلعة جديدة بادر إلى شرائها مهما كان نوعها وعملها، ثم سارع إلى رميها في غرفة التخزين! وبعد مدة يتضايق من هذه الأشياء، فيعمد إلى توزيعها على الفقراء والمساكين الذين لا يعرفون ماذا يصنعون بها؛ لأنها من الكماليات وهم بحاجة إلى الضروريات؛ فيهملونها وقد يرمونها، خاصة وأن طريقة استعمالها صعبة ومعقدة …

أكمل القراءة »

يرمون أموالهم مع الزبالة

  والإسراف في رمي بقايا الطعام لو أني قلت لكم إني أعرف عائلة ترمي كل يوم (وبانتظام تام) عدة ريالات في صندوق القمامة! أكنتم مصدقيّ؟! وإن صدقتموني فماذا ستقولون عن سلوك هذه العائلة؟ ولو أني خبّرتكم أن امرأة تقوم كل يوم بغزل الثياب بطريقة رائعة وبفن وإتقان ثم هي تنقض نصف ما غزلته آخر النهار! ثم تعاود الكرة في اليوم …

أكمل القراءة »